كَونه بِقِرَاءَة أَو بغَيْرهَا وَإِنَّمَا فرق بِالْعرْفِ وحملوا حَدِيث التِّرْمِذِيّ على الْأَكْمَل جمعا بَين الْأَدِلَّة وَقَالَ الْعَارِف ابْن الْعَرَبِيّ كَانَ يذكر الله على كل أحيانه لَكِن يكون الذّكر فِي حَال الْجَنَابَة مُخْتَصًّا بالباطن الَّذِي هُوَ ذكر السِّرّ فَهُوَ فِي سَائِر حالاته مُحَقّق بالْمقَام وَإِنَّمَا وَقع اللّبْس على من لَا معرفَة لَهُ بأحوال أهل الْكَمَال فَتَفَرَّقُوا وَاخْتلفُوا قَالَ قَالُوا وَلنَا مِنْهُ مِيرَاث وافر فَيَنْبَغِي الْمُحَافظَة على ذَلِك انْتهى وَأخرج أَبُو نعيم عَن كَعْب الْأَحْبَار قَالَ مُوسَى يَا رب أَقَرِيب أَنْت فأناجيك أم بعيد فأناديك قَالَ أَنا جليس من ذَكرنِي قَالَ يَا رب فَإنَّا نَكُون على حَال نجلك ونعظمك أَن نذكرك بالجنابة وَالْغَائِط قَالَ يَا مُوسَى اذْكُرْنِي على كل حَال أَي بِالْقَلْبِ كَمَا تقرر قَالَ الأشرفي الذّكر نَوْعَانِ قلبِي ولساني وَالْأول أعلاهما وَهُوَ المُرَاد فِي الحَدِيث وَفِي قَوْله تَعَالَى اذْكروا الله ذكر كثيرا وَهُوَ أَن لَا ينسى الله على كل حَال وَكَانَ للمصطفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم حَظّ وافر من هذَيْن النَّوْعَيْنِ إِلَّا فِي حَالَة الْجَنَابَة وَدخُول الْخَلَاء فَإِنَّهُ يقْتَصر فيهمَا على النَّوْع الْأَعْلَى الَّذِي لَا أثر فِيهِ للجنابة وَلذَلِك كَانَ إِذا خرج من الْخَلَاء يَقُول غفرانك انْتهى وَقَالَ غَيره لَا يُنَافِيهِ حَدِيث كرهت أَن أذكر الله إِلَّا على طهر وَتَوَضَّأ لرد السَّلَام لكَونه ذكر الله لِأَنَّهُ أَخذ بالأفضل والأكمل م د ت هـ وَأَبُو يعلى كلهم فِي الطَّهَارَة إِلَّا التِّرْمِذِيّ فَفِي الدَّعْوَات عَن عَائِشَة وعلقه البُخَارِيّ فِي الصَّلَاة وَذكر التِّرْمِذِيّ فِي الْعِلَل أَنه سَأَلَ عَنهُ البُخَارِيّ فَقَالَ // صَحِيح //
558 - (كَانَ يرى بِاللَّيْلِ فِي الظلمَة كَمَا يرى بِالنَّهَارِ فِي الضَّوْء) الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن ابْن عَبَّاس عَن عَن عَائِشَة ح
كَانَ يرى بِاللَّيْلِ فِي الظلمَة كَمَا يرى بِالنَّهَارِ فِي الضَّوْء لِأَنَّهُ تَعَالَى لما رزقه الِاطِّلَاع الْبَاطِن والإحاطة بِإِدْرَاك مدركات الْقلب جعل لَهُ مثل ذَلِك فِي مدركات الْعُيُون وَمن ثمَّ كَانَ يرى المحسوس من وَرَاء ظَهره كَمَا يرَاهُ من أَمَامه ذكره الحرالي فَالْحَاصِل أَنه من قبيل الْكَشْف لَهُ عَن المرئيات وَهُوَ فِي مَعْنَاهُ مَا سبق أَنه كَانَ يبصر من وَرَائه الْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل أَي فِي = كتاب دَلَائِل النُّبُوَّة = عَن ابْن عَبَّاس عد عَن عَائِشَة ضعفه ابْن دحْيَة فِي = كتاب الْآيَات الْبَينَات = وَقَالَ الْبَيْهَقِيّ لَيْسَ بِقَوي وَقَالَ ابْن الْجَوْزِيّ فِي حَدِيث عَائِشَة لايصح وَفِيه عبد الله بن مُحَمَّد بن الْمُغيرَة