شَأْنه أَي فِي حَاله كُله يَعْنِي فِي جَمِيع حالاته مِمَّا هُوَ من قبيل التكريم والتزيين وَهَذَا عطف عَام على خَاص وَفِي رِوَايَة بِحَذْف العاطف اكْتِفَاء بِالْقَرِينَةِ قَالَ ابْن دَقِيق الْعِيد هَذَا عَام مَخْصُوص لِأَن دُخُول الْخَلَاء وَالْخُرُوج من الْمَسْجِد وَنَحْوهمَا يبْدَأ فِيهِ باليسار وتأكيد الشَّأْن بقوله كُله يدل على التَّعْمِيم لِأَن التَّأْكِيد يرفع الْمجَاز فقد يُقَال حَقِيقَة الشَّأْن مَا كَانَ فعلا مَقْصُودا ومالا ينْدب فِيهِ التَّيَامُن لَيْسَ من الْأَفْعَال الْمَقْصُودَة بل هِيَ إِمَّا مَتْرُوك أَو غير مَقْصُودَة هَذَا كُله على تَقْدِير إِثْبَات الْوَاو أما على حذفهَا فَقَوله فِي شَأْنه مُتَعَلق يحب لَا بالتيامن من أَي يحب فِي شَأْنه كُله التَّيَمُّن فِي تنعله إِلَخ أَي لَا يتْرك ذَلِك سفرا وَلَا حضرا وَلَا فِي فَرَاغه وَلَا شغله وَقَالَ الطَّيِّبِيّ قَوْله فِي شَأْنه بدل من تنعله بِإِعَادَة الْعَامِل وَلَعَلَّه ذكر التنعل لتَعَلُّقه بِالرجلِ والترجل لتَعَلُّقه بِالرَّأْسِ وَالطهُور لكَونه مِفْتَاح الْعِبَادَة فنبه على جَمِيع الْأَعْضَاء فَيكون كبدل كل من كل وَفِيه ندب الْبدَاءَة بشق الرَّأْس الْأَيْمن فِي التَّرَجُّل وَالْغسْل وَالْحلق وَلَا يُقَال هُوَ من بَاب الْإِزَالَة فَيبْدَأ فِيهِ بالأيسر بل هُوَ من بَاب الْعِبَادَة والتزيين والبداءة بِالرجلِ الْيُمْنَى بالتنعل وَفِي إِزَالَتهَا باليسرى والبداءة بِالْيَدِ وَالرجل الْيُمْنَى فِي الْوضُوء وبالشق الْأَيْمن فِي الْغسْل وَندب الصَّلَاة عَن يَمِين الإِمَام وَفِي ميمنة الْمَسْجِد وَفِي الْأكل وَالشرب فَكلما كَانَ من بَاب التكريم والتزيين يبْدَأ بِالْيَمِينِ وَعَكسه عَكسه حم ق 4 عَن عَائِشَة
527 - (كَانَ يحب أَن يخرج إِذا غزا يَوْم الْخَمِيس) حم خَ عَن كَعْب بن مَالك // صَحَّ //
كَانَ يحب أَن يخرج إِذا غزا يَوْم الْخَمِيس لِأَنَّهُ يَوْم مبارك أَو لِأَنَّهُ أتم أَيَّام الْأُسْبُوع عددا لِأَنَّهُ تَعَالَى بَث فِيهِ الدَّوَابّ فِي أصل الْخلق فلاحظ الْحِكْمَة الربانية وَالْخُرُوج فِيهِ نوع من بَث الدَّوَابّ الْوَاقِع فِي يَوْم المبدأ أَو أَنه إِنَّمَا أحبه لكَونه وَافق الْفَتْح لَهُ والنصر فِيهِ أَو لتفاؤله بالخميس على أَنه ظفر على الْخَمِيس وَهُوَ الْجَيْش ومحبته لَا تَسْتَلْزِم الْمُوَاظبَة عَلَيْهِ فقد خرج مرّة يَوْم السبت وَلَعَلَّه كَانَ يُحِبهُ أَيْضا كَمَا ورد فِي خبر آخر اللَّهُمَّ بَارك لأمتي فِي سبتها وخميسها وَفِي البُخَارِيّ أَيْضا أَنه كَانَ قَلما يخرج إِذا خرج فِي السّفر إِلَّا يَوْم الْخَمِيس وَفِي رِوَايَة لِلشَّيْخَيْنِ مَعًا مَا كَانَ يخرج إِلَّا يَوْم الْخَمِيس حم خَ فِي الْجِهَاد عَن كَعْب بن مَالك وَلم يُخرجهُ مُسلم