36 - (كَانَ خلقه الْقُرْآن) حم م د عَن عَائِشَة // صَحَّ //
كَانَ خلقه بِالضَّمِّ قَالَ الرَّاغِب هُوَ والمفتوح الْخَاء بِمَعْنى وَاحِد لَكِن خص المفتوح بالهيئات والصور المبصرة والمضموم بالسجايا والقوى المدركة بالبصيرة ثمَّ قيل للمضموم غريزى القرأن أى مادل عَلَيْهِ الْقُرْآن من أوامره ونواهيه ووعده ووعيده إِلَى غير ذَلِك وَقَالَ القَاضِي أَي خلقه كَانَ جَمِيع مَا حصل فِي الْقُرْآن فَإِن كل مَا استحسنه وَأثْنى عَلَيْهِ ودعا إِلَيْهِ فقد تخلق بِهِ وكل مَا استهجنه وَنهى عَنهُ تجنبه وتخلى عَنهُ فَكَانَ الْقُرْآن بَيَان خلقه انْتهى وَقَالَ فِي الديباج مَعْنَاهُ الْعَمَل بِهِ وَالْوُقُوف عِنْد حُدُوده والتأدب بآدابه وَالِاعْتِبَار بأمثاله وقصصه وتدبيره وَحسن تِلَاوَته وَقَالَ السهروردي فِي عوارفه وَفِيه رمز غامض وإيماء خَفِي إِلَى الْأَخْلَاق الربانية فاحتشم الرَّاوِي الحضرة الإلهية أَن يَقُول كَانَ متخلقا بأخلاق الله تَعَالَى فَعبر الرَّاوِي عَن الْمَعْنى بقوله كَانَ خلقه الْقُرْآن استحياء من سبحات الْجلَال وسترا للْحَال بلطف الْمقَال وَذَا من نور الْعقل وَكَمَال الْأَدَب وَبِذَلِك عرف أَن كمالات خلقه لَا تتناهى كَمَا أَن مَعَاني الْقُرْآن لَا تتناهى وَأَن التَّعَرُّض لحصر جزئياتها غير مَقْدُور للبشر ثمَّ مَا انطوى عَلَيْهِ من جميل الْأَخْلَاق لم يكن باكتساب ورياضة وَإِنَّمَا كَانَ فِي أصل خلقته بالوجود الإلهي والإمداد الرحماني الَّذِي لم تزل تشرق أنواره فِي قلبه إِلَى أَن وصل لأعظم غَايَة وَأتم نِهَايَة حم م د عَن عَائِشَة وَوهم الْحَاكِم حَيْثُ استدركه
363 - (كَانَ رايته سَوْدَاء وَلِوَاؤُهُ أَبيض) هـ ك عَن ابْن عَبَّاس ض
كَانَ رايته تسمى الْعقَاب كَمَا ذكره ابْن الْقيم وَكَانَت سَوْدَاء أَي غَالب لَوْنهَا أسود خَالص ذكره القَاضِي ثمَّ الطَّيِّبِيّ قَالَ ابْن حجر وَيجمع بَينهمَا باخْتلَاف الْأَوْقَات لَكِن فِي سنَن أبي دَاوُد أَنَّهَا صفراء وَفِي الْعِلَل لِلتِّرْمِذِي عَن الْبَراء كَانَت سَوْدَاء مربعة من حبرَة وَلِوَاؤُهُ أَبيض قَالَ ابْن الْقيم وَرُبمَا جعل فِيهِ السوَاد والراية الْعلم الْكَبِير واللواء الْعلم الصَّغِير فالراية هِيَ الَّتِي يتولاها صَاحب الْحَرْب وَيُقَاتل عَلَيْهَا وإليها تميل الْمُقَاتلَة واللواء عَلامَة كبكبة الْأَمِير تَدور مَعَه حَيْثُ دَار ذكره جمع وَقَالَ ابْن الْعَرَبِيّ اللِّوَاء مَا يعْقد فِي طرف الرمْح وَيكون عَلَيْهِ والراية