كَانَ إِذا سَالَ السَّيْل قَالَ أخرجُوا بِنَا إِلَى هَذَا الْوَادي الَّذِي جعله الله طهُورا فنطهر مِنْهُ وَنَحْمَد الله عَلَيْهِ فَيسنّ فعل ذَلِك لكل أحد قَالَ الشَّافِعِيَّة وَيسن لكل أحد أَن يبرز للمطر ولأول مطر آكِد ويكشف لَهُ من بدنه غير عَوْرَته ويغتسل وَيتَوَضَّأ فِي سيل الْوَادي فَإِن لم يجمعهما تَوَضَّأ الشَّافِعِي فِي مُسْنده هق كِلَاهُمَا عَن يزِيد بن الْهَاد مُرْسلا ظَاهره أَنه لَا عِلّة فِيهِ إِلَّا الْإِرْسَال وَالْأَمر بِخِلَافِهِ فقد قَالَ الذَّهَبِيّ فِي الْمُهَذّب إِنَّه مَعَ إرْسَاله مُنْقَطع أَيْضا
249 - كَانَ إِذا سجد جافى حَتَّى يرى بَيَاض إبطَيْهِ حم عَن جَابر // صَحَّ //
كَانَ إِذا سجد جافى مرفقيه عَن إبطَيْهِ مجافاة بليغة أَي نحى كل يَد عَن الْجنب الَّذِي يَليهَا حَتَّى نرى بالنُّون كَمَا فِي شرح البُخَارِيّ للقسطلاني وَفِي رِوَايَة حَتَّى يرى بِضَم التَّحْتِيَّة مَبْنِيا للْمَفْعُول وَفِي رِوَايَة حَتَّى يَبْدُو أَي يظْهر لِكَثْرَة تجافيه بَيَاض إبطَيْهِ فَيسنّ ذَلِك سنا مؤكدا للذّكر لَا الْأُنْثَى قَالَ ابْن جرير وَزعم أَنه إِنَّمَا فعله عِنْد عدم الازدحام وضيق الْمَكَان لَا دَلِيل عَلَيْهِ وَالْكَلَام حَيْثُ لَا عذر كعلة أَو ضيق مَكَان اهـ وَالْمرَاد يرى لَو كَانَ غير لابس ثوبا أَو هُوَ على ظَاهره وَأَن إبطه كَانَ أَبيض وَبِه صرح الطَّبَرِيّ فَقَالَ من خَصَائِصه أَن الْإِبِط من جَمِيع النَّاس متغير اللَّوْن بِخِلَافِهِ وَمثله الْقُرْطُبِيّ وَزَاد وَلَا شعر عَلَيْهِ وَتعقبه صَاحب شرح تقريب الْأَسَانِيد بِأَنَّهُ لم يثبت وَبِأَن الخصائص لَا تثبت بِالِاحْتِمَالِ وَلَا يلْزم عَن بياضه كَونه لَا شعر لَهُ حم وَكَذَا ابْن خُزَيْمَة وَأَبُو عوَانَة عَن جَابر بن عبد الله رمز لحسنه قَالَ أَبُو زرْعَة // صَحِيح // وَقَالَ الهيثمي رجال أَحْمد رجال الصَّحِيح وَرَوَاهُ ابْن جرير فِي تهذيبه من عدَّة طرق عَن ابْن عَبَّاس وَسَببه عِنْده أَنه قيل لَهُ هَل لَك فِي مَوْلَاك فلَان إِذا سجد وضع صَدره وذراعيه بِالْأَرْضِ فَقَالَ هَكَذَا يربض الْكَلْب ثمَّ ذكره وَقَضِيَّة تصرف الْمُؤلف ان هَذَا مِمَّا لم يتَعَرَّض لَهُ الشَّيْخَانِ وَلَا أَحدهمَا لتخريجه وَلَيْسَ كَذَلِك بل رَوَاهُ البُخَارِيّ بِلَفْظ كَانَ إِذا صلى فرج بَين يَدَيْهِ حَتَّى يَبْدُو بَيَاض إبطَيْهِ وَمُسلم بِلَفْظ كَانَ إِذا سجد فرج يَدَيْهِ عَن إبطَيْهِ حَتَّى إِنِّي لأرى بَيَاض إبطَيْهِ