ولم يدر ما العمل ولا يحرم به فكتب إلى صورة فتيا وهي:
يا معادن العلم ومن لم يزلْ ... يهدي إلينا الدرّ والجَواهرا
قد ضاق وقتُ العَبدِ عن حجةٍ ... وعمرة مفردة ما تَبرَى
فأذعن أهل مكة لبلاغة هذين البيتين وحسن تركيبهما واشتمالهما على تمام. فلما وقفت عليهما كتبت ارتجالاً مع حسن التنغيم وبديع الاكتفاء والجناس والتورية.
يا ضيفَ بيت الله نلتَ المُنى ... منذُ تَحَصْنْتَ بأُمِ القُرَا
لبَّ بحجٍ واعتمار وقُلْ ... لله ما أحسنَ هذا القِرَا
ورأيت مقطوعة للشهاب الحجازي قريباً من ذلك وهو:
رمت قراءة فَجَلا طلعةً ... في طرّةٍ ترقى بِأُم القُرَا
أَبصرتُ ليلاً ونهاراً مَعَا ... يا قومُ ما أَحسنَ هذا القِرَا