المقطوعة، وجد بينهما من الفرق ما لا يخفى إلا على أكمه، لا يعرف الصواب وشتان بين قولي فيل رعى الله زمان الصباح وبين قوله فزاد همي مذ فقدت الصباح وبين قولي أهفو إذا هبت نسيم الصباح وقوله فمن لي بمجيء الصباح ومن الغريب أن الشيخ الدين الهيتمي أخبرني أن ابن حجة أخبره أن بين نظم بيته الأول والثاني خمس سنين فسبحان المانح ما هي إلا مواهب الهبة.

والأبيات التي نظمتها في هذا النوع قولي:

رعى الله أيامَ الوصل فقد مَضَتْ ... وحالتْ في حبِ ذا الرشا الأحوال

وكابدتُ أهوال الغرام وهَوْله ... فأفنيت عُمري في مكابدة الأهوال

وقولي:

خليليّ هذا ريح عزةَ فاشفيا ... أجفاني فيا لله من شَرَك الأجفا

فجفني حقاً طيبَ المَنام وجفنها ... إليه وإن سالتْ به أدمعي طوفا

وقولي:

رمت التغزل في أجفانه فَبَدا ... بمذاره فوق وردِ الوجنتينِ طَرَى

وقال قلبي لا تحفل لعزلِهما ... وحض عارضه بالمداح فهو حَدَى

ثم جاورت بعد ذلك بمكة شرفها الله تعالى فورد علينا يمني موله بفن الأدب وامتدح ابن عجلان بقصيدة بديعة وأجازه إجازة سنية وكان يخالف إليّ ويذاكرني

فلما كان اليوم الثاني من ذي الحجة وأراد الناس الخروج إلى منى ذكر لبعض أصحابه أنه دخل مكة من غير إحرام لجهله بالمناسك فقال له: أن الحج والعمرة واجبان عليك فتخير.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015