الشعور بالعور (صفحة 184)

يهزئون مني فَصَبَبْت فِي أحد الزقين مَاء فَخرجت إِلَى خمار فَقلت لَهُ كل لي ملاء هَذَا الزق فملأه واخرجت الدِّرْهَم الزائف فأعطيته فَقَالَ مَا هَذَا امجنون أَنْت فَقلت انا رجل بدوي فَظَنَنْت أَن ذَلِك يصلح فَإِن صلح وَألا فَخذ شرابك فاكتال مني مَا كاله وَبَقِي من الشَّرَاب بِقدر مَا كَانَ فِيهِ من المَاء فافرغته فِي الزق الآخر وَحَمَلته على ظَهْري وَخرجت فَصَبَبْت فِي الزق الآخر مَاء وَدخلت إِلَى خمار آخر فَقلت أَنِّي أُرِيد مِنْك ملْء هَذَا الزق خمرًا فَانْظُر إِلَى مَا معي مِنْهُ فَإِن كَانَ عنْدك مثله فاعطني فَنظر اليه واردت أَن لَا يستريب فِي مَا إِذا رددت الْخمر عَلَيْهِ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ عِنْدِي اجود مِنْهُ فَقلت هَات فَاخْرُج شرابًا فاكتلته فِي الزق الَّذِي فِيهِ المَاء ثمَّ دفعت الدِّرْهَم الزائف اليه فَقَالَ مثل قَول صَاحبه فَقلت خُذ خمرك فاخذ مَا كال لي وَهُوَ يرى أَنِّي خلطته بِالشرابِ الَّذِي أريته اياه وَخرجت فَجَعَلته مَعَ الْخمر الأول فَلم أزل افْعَل ذَلِك بِكُل خمار فِي الْحيرَة حَتَّى مَلَأت زقي الأول وَبَعض الآخر وَرجعت إِلَى اصحابي فوضعتهما بَين ايديهم ورددت الدِّرْهَم فَقَالُوا وَيحك أَي شَيْء صنعت فحدثتهم فَجعلُوا يتعجبون وشاع ذكري بالدهاء بَين الْعَرَب إِلَى الْيَوْم

واما حَدِيث الشَّهَادَة على الْمُغيرَة بِالزِّنَا وَمَا جرى لَهُ مَعَ عمر بن الْخطاب فقد ذكرت ذَلِك مُسْتَوْفيا فِي تاريخي الْكَبِير فِي تَرْجَمَة الْمُغيرَة

وَقد روى للْمُغِيرَة بن شُعْبَة البُخَارِيّ وَمُسلم وابو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَه وَقَالَ نَافِع احصن الْمُغيرَة بن شُعْبَة فِي الْإِسْلَام ثَلَاثمِائَة امْرَأَة وَقَالَ ابْن وضاح غير نَافِع يَقُول ألف امْرَأَة وَالله اعْلَم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015