الشعور بالعور (صفحة 177)

65 - مَحْمُود بن زِيَاد الماربي

بِالْمِيم والالف وَالرَّاء وَالْبَاء ثَانِيَة الْحُرُوف اليمني كَانَ شَاعِرًا مدح الْملك الْمفضل بن أبي البركات الْحِمْيَرِي فوصله بِأَلف دِينَار فَقَالَ يشكره من قصيدة

(فَوهبت لي الْألف الَّتِي لَو إِنَّهَا ... وزنت بصم الصخر كَانَت أبهرا)

وَكَانَ أول من نوره باسمه الشريف عِيسَى بن حَمْزَة بن سُلَيْمَان الحسني صَاحب عثر فَإِنَّهُ وجد عِنْده الاثر وَلما دخلت الغز إِلَى الْيمن وَأخذت الشريف يحيى بن حَمْزَة إِلَى الْعرَاق وَبَقِي اخوه الْأَمِير عِيسَى اميرا فِي الْبِلَاد فَلم يزل يجْتَهد ويكاتب ويبذل الْأَمْوَال حَتَّى افتك اخاه يحيى وَلما عَاد إِلَى عثر دبر على اخيه عِيسَى وَقَتله فَقَالَ مَحْمُود الماربي

(خُنْت الْمَوَدَّة وَهِي الام خطة ... وسلوت عَن عِيسَى ابْن ذِي المجدين)

(يَا طف عثر أَنْت طف ثَانِي ... يَا يَوْم عِيسَى أَنْت يَوْم حنين)

(قد كَانَ يشفي بعض مَا بِي من جوى ... لَو طاح يَوْم الروع فِي الجبلين)

(هَيْهَات أَن يَد الْحمام قَصِيرَة ... لَو هز مطرد الكعوب رديني)

(أبلغ بني حسن وان فَارَقْتهمْ ... لَا عَن قلى وحللت باليمنين)

(أَنِّي وفيت بود عِيسَى بعده ... لَا لَو وفيت قلعت اسود عَيْني)

(قرت عُيُون الشامتين واسخنت ... عَيْني على من كَانَ قُرَّة عَيْني)

وَكَانَ قد نذر أَن لَا يرى الدُّنْيَا إِلَّا بِعَين وَاحِدَة وَكَانَ يُغطي عينه بِخرقَة فَيرى كَأَنَّهُ أَعور إِلَى أَن مَاتَ

وَلما بلغ الشّعْر إِلَى يحيى الْقَاتِل غضب واقسم فَقَالَ جلدني الله جلدَة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015