الشعور بالعور (صفحة 170)

(أبينوا لنا امكم اولا ... وَنحن نسامحكم بالاب)

وَقَالَ ابْن شرف وَهُوَ تَشْبِيه مُتَمَكن

(كَأَنَّمَا حمامنا فقحة ... النتن والظلمة والضيق)

(كأنني فِي وَسطهَا فيشة ... ألوطها والعرق الرِّيق)

فَبلغ ذَلِك ابْن رَشِيق فَقَالَ

(وَأَنت أَيْضا اعور اصلع ... فصادف التَّشْبِيه تَحْقِيق)

وَهَذَا فِي غَايَة الْحسن وَمن عَجِيب الِاتِّفَاق وَقَالَ ابْن رَشِيق فِي حَقه فِي كتاب الانموذج لقد شهدته مَرَّات يكْتب القصيدة فِي غير مسودة كَأَنَّمَا يحفظها ثمَّ يقوم فينشدها واما المقطعات فَمَا احصي مَا يصنع مِنْهَا كل يَوْم بحضرتي صَاحِيًا أَو سكرانا ثمَّ يَأْتِي بهَا بعد ذَلِك واكثرها مخترع بديع

وَمن شعر ابْن شرف القيرواني

(وَلَقَد نعمت بليلة جمد الحيا ... بالارض فِيهَا وَالسَّمَاء تذوب)

(جمع العشاءين الْمُصَلِّي وانزوى ... فِيهَا الرَّقِيب كَأَنَّهُ مرقوب)

(والكأس كاسية الْقَمِيص كَأَنَّهَا ... لونا وقدا معصم مخضوب)

(هِيَ وردة فِي خَدّه وبكأسها ... تَحت القناني عسجد مصبوب)

(مني اليه وَمن يَدَيْهِ إِلَى يَدي ... كَالشَّمْسِ تطلع بَيْننَا وتغيب)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015