فتولاها قَاضِي الْقُضَاة واقام تَاج الدّين الْمَذْكُور على حَاله فِي الطّلب وَالْعَمَل لَا يمل من ذَلِك إِلَى أَن مَاتَ فَجْأَة يَوْم الاحد آخر النَّهَار ثَالِث عشر جمادي الاخرة سنة اثْنَيْنِ وَخمسين وَسَبْعمائة رحمهمَا الله تَعَالَى
60 - مُحَمَّد بن ارغون بن ابغا بن هولاكو بن جنكزخان المغلي السُّلْطَان القان
غياث الدّين خد بندا كَذَا يَقُول الْعَوام وانما خداي بندا مَعْنَاهُ عبد الله كَانَ صَاحب الْعرَاق واذربيجان وخراسان ملك بعد أَخِيه غازان وَكَانَت دولته ثَلَاثَة عشر سنة وَكَانَ شَابًّا مليحا لكنه كَانَ اعور جوادا لعابا محبا للعمارة أنشأ مَدِينَة جَدِيدَة باذربيجان وَهِي مَدِينَة سلطانية حاصر الرحبة سنة اثْنَتَيْ عشر وَسبع ماية واخذها بالامان فِي شهر رَمَضَان وَعَفا عَن اهلها وَلم يسفك فِيهَا دَمًا وَبَات بهَا لَيْلَة الاربعاء الْخَامِس وَالْعِشْرين من شهر رَمَضَان سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَسَبْعمائة فَمَا اصبح وَترك لأهل الرحبة اشياء كَثِيرَة من اثقال المناجيق وَغَيرهَا وَكَانَ مَعَه يَوْمئِذٍ قرا سنقر والافوم وَسليمَان بن مهنا وَكَانَ اهلها قد حلفوا لخزابندا فَلَمَّا ارتحل عَنْهَا وَاسْتقر الْأَمر التمس قاضيها ونائبها والطائفة حَلَفت لَهُ عزلهم من السُّلْطَان الْملك النَّاصِر مُحَمَّد بن قلاوون لمَكَان الدّين لخزابندا فعزلهم وَكَانَ سنيا فَمَا زَالَت بِهِ الامامية إِلَى أَن رفضوه وَغير شعار الْخطْبَة واسقط ذكر الْخُلَفَاء من الْخطْبَة سوى عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنْهُم وصمم أهل بَاب الأزج على مُخَالفَته فَمَا أعجبه ذَلِك وتنمر ورسم بِإِبَاحَة مَا لَهُم وَدِمَائِهِمْ فعوجل بعد يَوْمَيْنِ بهيضة مزعجة داواه مِنْهَا الرشيد بمسهل منظف فخارت قواه وَتُوفِّي فِي شهر رَمَضَان سنة سِتَّة عشر وَسَبْعمائة وَدفن بسلطانية فِي تربته وَهُوَ فِي عمر الاربعين وَفِي رحيله عَن رحبة مَالك بن طوق قَالَ عَلَاء الدّين الوداعي وَمن خطه نقلت