الشعور بالعور (صفحة 129)

اعتذرت وَعلم إِنَّهَا نادرة تشيع وَكَانَ أَبُو الْفَتْح يتحدث بهَا دَائِما واجتاز يَوْمًا بِأبي الْحُسَيْن الْمَذْكُور فِي الدِّيوَان وَبَين يَدَيْهِ كانون فِيهِ نَار وَالْبرد شَدِيد فَقَالَ لَهُ أَبُو الْفَتْح تعال ايها الشَّيْخ إِلَى النير فَقَالَ اعوذ بِاللَّه

وَقَالَ ابْن الزمكدم يهجو ابْن جني

(يَا أَبَا الْفَتْح قد اتيناك للتدريس ... وَالْعلم فِي فنائك رحب)

(فَوَجَدنَا فتاة بَيْتك أنحى ... مِنْك والنحو مُؤثر مُسْتَحبّ)

(قدماها مَرْفُوعَة وَهِي خفض ... قلم الاير فَاعل وَهُوَ نصب)

وَوجد بِخَط ابْن جني على ظهر كتاب الْمُحْتَسب فِي علل الْقرَاءَات الشاذة اخبرني بعض من كَانَ يعتادني للْقِرَاءَة عَليّ والاخذ عني قَالَ رَأَيْتُك فِي مَنَامِي جَالِسا على حَال كَذَا وبصورة كَذَا وَذكر من الجلسة الشارة جميلا وَإِذا رجل لَهُ رواء ومنظر وَظَاهر ونبل وَقدر وَقد اتاك وَحين رَأَيْته اعظمت مورده واسرعت الْقيام لَهُ فَجَلَسَ صدر مجلسك وَقَالَ لَك اجْلِسْ فَجَلَست فَقَالَ كَذَا شَيْئا ذكره ثمَّ قَالَ لَك اتمم كتاب الشواذ الَّذِي عملته فَإِنَّهُ كتاب يصل الينا ثمَّ نَهَضَ فَلَمَّا ولى سَأَلت بعض من كَانَ مَعَه عَنهُ فَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب رَضِي الله عَنهُ وكرم وَجهه ذكر هَذِه الرُّؤْيَا لي وَقد بقيت من نواحي هَذَا الْكتاب إِلَى اميكنة تحْتَاج إِلَى معادة نظر وَأَنا على الْفَرَاغ مِنْهَا بعضه مُلْحق فِي الْحَاشِيَة بِخَطِّهِ ثمَّ عاودتها فَصحت بلطف الله وفضله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015