ولا يستطيعون التحلل منه إلا في الكعبة أيضا1.

وفي مقابل هذه الحقوق التي كانت للجار، كانت عليه واجبات لمن أجاروه. وتتلخص هذه الواجبات في أن يحترم الجوار، ولا يسيء إلى من أجاروه، لا في أشخاصهم ولا في سمعتهم، لا في حياتهم المادية ولا في حياتهم المعنوية. فإذا ما رأت القبيلة ما يسيئها من جارها كان لها الحق في أن تخلعه، وتتحلل من التزاماتها له. ومن هنا كانت تتعدد استجارة الخليع بالقبائل في بعض الأحيان2.

ومع ذلك فلم تكن حياة هؤلاء الخلعاء في جوار من استجاروا بهم طيبة دائما، فقد كان يحدث أحيانا أن يسيء المجير معاملة جاره، ويستغل تلك الظروف الحرجة التي يمر بها فيغدر به3، وكان يحدث أحيانا أخرى أن يعجز المجير عن رد العدوان عن جاره، إما لضعفه وإما لعدم اهتمامه به4. وعلى كل حال فحسب هؤلاء المستجيرين هوانا لنفوسهم أن ديتهم كانت نصف دية ابن القبيلة الصريح5.

وحين نقف لنتأمل حياة هؤلاء المستجيرين نجد أننا أمام طائفتين: طائفة استقر بها المقام في القبيلة التي أجارتها، فاندمجت في مجتمعها، وطابت لها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015