وبخاصة وادي بيشة، ينتمي إلى أطيب مناطق بلاد العرب، وأكثرها خصبا1، ويصف ياقوت بيشة بأنها "قرية غناء في واد كثير الأهل من بلاد اليمن"2.
وكذلك تعرضت سراة الأزد لبعض الغزوات، فقد كان الشنفرى يغير من ديار فهم على الأزد فيمن معه من فهم أحيانا، ووحده أكثر الأحيان3، وفي أخبار مرة بن خليف "أنه غزا الأزد"4. ويبدو أن من أسباب ذلك أن سراة الأزد كانت تجاور سراة فهم، فسراة الأزد تتلو سراة فهم من ناحية اليمن5، وإن تكن بينهما طائفة من السروات تنزلها قبائل أخرى6، ولكن الأزد كانوا ينزلون منطقة خصبة، فقد كانت منازلهم "أودية مستقبلة مطلع الشمس بتثليث وتربة وبيشة"7 وهي المنطقة التي كانت تنزل فيها خثعم، فقد كانت خثعم تنزل أوساط هذه الأودية8.
أما مناطق اليمن البعيدة فقد تخصص في الإغارة عليها السليك، وقد مر بنا أن عمرو بن معديكرب وصفه بأنه بعيد الغارة، وفي أخباره أنه كان "يتجاوز بلاد خثعم إلى من وراءهم من أهل اليمن فيغير عليهم"9، وفيها أنه كان "يغير على اليمن"10، وفيها أنه انطلق مع رجلين ليغيروا "فأتوا جوف مراد"11، وجوف مراد في أرض سبأ12.
ومع ذلك فقد كان تأبط شرا يتعدى على اختصاص السليك فيغير على