وهنا نصل إلى مظهر آخر من مظاهر حرص الشعراء الصعاليك على التفاصيل، وهو اهتمامهم "بظاهرة اللون". وقد رأينا الأعلم حريصا على تسجيل سواد الضباع وتلك الدوائر التي يخالف لونها سائر لون الأرجل، كما رأينا في الفصل السابق اهتمام الشعراء الصعاليك بلون القوس. والحق أن الشعراء الصعاليك قد اهتموا بألوان كل أسلحتهم تقريبا، وفرقوا بينها في دقة رائعة تستحق الإعجاب، فالسيف أبيض1، والقدح أحمر، والسهم والنصل أزرقان3، والرمح والترس أسمران4، والقوس إما صفراء وإما حمراء. وإلى جانب هذا نجد الظباء البيض عند حاجز5، والإبل الدهم عند أبي خراش6، والحصان الأشقر عند تأبط شرا7، والخيل الحو والكمت عند قيس بن الحدادية8، ونجد الدم الحالك عند أبي خراش9 والعصابة الحمر