بالسيوف والرماح قد عرفتهم القبائل من قبل:

ستمنعنا منكم ومن سوء صنعكم ... صفائح بيض أخلصتها الصياقل

وأسمر خطي إذا هز عاسل ... بأيدي كماة جربتها القبائل1

وأما قيس بن الحدادية ففي مجموعة شعره القليلة أيضا التي وصلت إلينا، نعثر بثلاث قطع من الشعر القبلي، إذا أخرجنا تلك القصيدة البائية المشكوك فيها، والتي أشرنا إليها في الفصل السابق2.

وشأن قيس في هذا الشعر شأن حاجز في شعره القبلي شأن سائر الشعراء القبليين، يفخر بانتصار قومه على أعدائهم، ويسجل أسماء من قتلوا منهم، ويذكر عودتهم بالإبل التي غنموها، والنساء اللاتي سبوهن3، ويعتز بقومه حين تغزوهم قبيلة أخرى فيثبتون لهم، ويردونهم على أعقابهم خاسرين، بعد أن أعمل فيه فرسانهم الرماح والسيوف التي تنتزع سواعدهم4، ويهجو أعداء قومه ويرد عليهم دعواهم بالنصر بأنهم يفخرون بيوم ليس لهم، ويعيرهم بفراراهم أمامهم، والخيل تركض خلفهم، وقد تركوا وراءهم أسرى5. وقد يكون من الطريف أن نلاحظ أن اثنتين من هذه القطع الثلاث نقيضتان بين قيس وبين شاعرين من أعداء قومه6 يرد بهما عليهما، وهي صورة أدل على قبلية هذا الشعر؛ لأن قيسا حريص على أن يكون رده على هذين الشاعرين من جنس قولهما، وهما شاعران قبليان.

وعلى كل حال فهذه المجموعة من الشعر القبلي التي تقابلنا في شعر الصعاليك قليلة، كما أن عدد شعرائها قليل أيضا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015