فهيجها وانشام نقعا كأنه ... إذا لفها ثم استمر سحيل1

ويرسم أيضا صورة طبيعية صادقة للون من ألوان الصراع الذي يدور في تلك الصحراء المقفرة بين كائناتها الحية، والصراع هنا بين صقر وأرنب، فالصقر فوق مرتفع مشرف على الآفاق، رأى على بعد أرنبا بين شقوق الأرض، فهوى إليها، ولكنها تسرع لتنجو منه، فيزيد هو من سرعته حتى انقض عليها فانتظم قلبها:

ولا أمعر الساقين ظل كأنه ... على محزئلات الإكام نصيل

رأى أرنبا من دونها غول أشرج ... بعيد عليهن السراب يزول

فضم جناحيه ومن دون ما يرى ... بلاد وحوش أمرع ومحول

توائل منه بالضراء كأنها ... سفاة لها فوق التراب زليل

يقربه النهض النجيح لما يرى ... ومنه بدو تارة ومثول

فأهوى لها في الجو فاختل قلبها ... صيود لحيات القلوب قتول2

ولعل أطرف ما في شعر الصعاليك من هذا الباب أحاديث الجن والغيلان.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015