ومما يتصل بهذا حديثهم عن نعالهم، ووصفها بأنها بالية ممزقة، لكثرة سيرهم وعدوهم. يتحدث تأبط ششرا عن صعوده إلى المرقبة بنعل بالية ممزقة قد شدها بسيور بع أن جعل تحتها نعلا أخرى:
بشرثة خلق يُوقى البنان بها ... شددت فيها سريحا بعد إطراق1
ويصف الشنفرى نعليه بأنهما ممزقتان كأنهما أشلاء السماني، وبأنه خلعهما في بعض طريقه إما ليسهل عليه عدوه، وإما لأنهما لم تعودا صالحتين للاستعمال لتمزقهما الشديد:
ونعل كأشلاء السماني تركتها ... على جنب مور كالنحيزة أغبرا2
وهي صورة نجدها عند أبي خراش أيضا:
ونعل كأشلاء السماني نبذتها ... خلاف ندى من آخر الليل أورهم3
ومن الطريف أننا نجد لأبي خراش قصيدة نظمها في مدح رجل حذاه نعلين جديدتين4، وهو فيها مقدر له هذا الصنيع تقديرا كبير، معجب بنعليه الجديدتين، يصفهما، ويصف صنعهما، ويتحدث عن قيمتهما في حياته؛ إذ يروح بهما متأنقا للهوه، ويستخدمهما في سيره وعدوه، ومن يدري فلعل له فيهما مآرب أخرى!!
وهنا نقف لنتساءل: أين شعر السليك في العدو، وهو الصعلوك العداء الرجلي الذي يضرب به المثل في سرعة العدو، والذي تحدث عن سرعته رواة