عليه نساوي على خوط نبعة ... وفوق كعرقوب القطاة مدحرج1

وأما عمرو ذو الكلب فيُعنى بوصف نصال سهامه لأنها التي يكمن في سنانها الموت، فهي حينا رماح طائرة يكسوها ريش منسول:

وثجرا كالرماح مسيرات ... كسين دواخل الريش النسال2

وهي حينا آخر كأنها شوك العضاه:

وفي قعر الكنانة مرهفات ... كأن ظباتها شوك السيال3

وهم يتحدثون أحيانا عن عددها، فهذا الشنفرى يصف تأبط شرا أو "أم العيال" كما كان يسميه مداعبا، ويذكر عدد سهامه التي يحملها في جعبته:

لها وفضة فيه ثلاثون سيحفا ... إذا آنست أولي العدي اقشعرت4

أما حين يذكرون القوس فأشد ما يهتمون به صوتها حين ينبضون فيها، أو حين يتهيئون للرمي، فهو صوت يفتنهم فتنة شديدة تبدو في ذلك الإلحاح الشديد على تسجيله في شعرهم، وليس في هذا غرابة فإن هذا الصوت إيذان ببدء عملهم الذي وهبوا حياته له. وصوت القوس في سمع صخر الغي عندما ينبض فيها كأنه أصوات قوم يبحثون عن شيء فقدوه:

وسمحة من قسي زرارة صفـ ... ـراء هتوف عدادها غرد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015