تهمة الكذب، وكلاهما شيعي.
هذا من الناحية التاريخية، أما من الناحية الفنية فقد حاول القدماء ممن نسبوها إلى خلف أن يدللوا على صحة هذه النسبة، ويروي التبريزي عن النمري أنه قال "ومما يدل على أنها لخلف الأحمر قوله فيها -جل حتى دق فيه الأجل- فإن الإعرابي لا يكاد يتغلغل إلى مثل هذا"1. ويروى عن أبي الندى أنه قال "مما يدل على أن هذا الشعر مولد أنه ذكر فيه سلعا وهو بالمدينة، وأين تأبط شرا من سلع؟ وإنما قُتل في بلاد هذيل2". ولكن صاحب معجم البلدان يذكر أن في ديار هذيل جبلا اسمه سلع3، ولكنه -من ناحية أخرى- ينقل عن بعض العلماء أنهم استدلوا على أن هذه القصيدة ليست لتأبط شرا "بأن سلعا ليس دونه شعب"4.
على هذه الأسس التاريخية والفنية نظن، بل نرجح، أن هذه اللامية ليس لأحد من الشعراء الصعاليك ولا في رثاء أحد من الصعاليك.
أما القصيدة الأخرى، لامية العرب، فإن الأمر فيها أصعب من هذا، فليس حولها هذا الخلاف العريض الذي رأيناه حول اللامية الأولى، فإن الرواة الذين تعرضوا لها ينسبونها إلى الشنفرى5، ما عدا صاحب تاج العروس الذي ينسبها إلى تأبط شرا6، وليس بين أيدينا من النصوص الصريحة على أنها ليست للشنفرى سوى نص يرويه القالي عن ابن دريد يذكر فيه أن هذه القصيدة المنسوبة إلى الشنفرى لخلف الأحمر7. وهو نص له قيمته؛ لأن ابن دريد