الأساسية أيضا لشعر الصعاليك. ويرجع ذلك إلى أن هذا الشعر -لكثرة ما يرد فيه من أسماء الأماكن في الجزيرة العربية- يعد مادة صالحة يستشهد بها هؤلاء الجغرافيون في دراستهم. وقيمة هذه المجموعة من المصادر -إلى جانب ما تقدمه لنا من هذا الشعر- ترجع إلى أنها تعيننا على ضبط نصوصه، وتصحيح روايته، بما تقدمه لنا من ضبط لألفاظ الأماكن التي ترد فيه، والتي قد تكون واردة في المصارد الأخرى محرفة أو مصحفة1.

فإذا ما تركنا هاتين المجموعتين اللتين تعنيان بشعر الصعاليك من حيث هو وسيلة لأغراضهما اللغوية والجغرافية، نصل إلى مجموعة تُعنى بهذا الشعر من حيث هو غاية فنية تقصد لذاتها، وهي مجموعة المختارات من شعر الشعراء، وعلى رأس هذه المجموعة نضع المفضليات للضبي، لا لكثرة ما فيها من شعر الصعاليك، فليس فيها منه سوى قصيدتين: إحداهما قافية تأبط شرا2، والأخرى تائية الشنفرى3، ولكن لأنها روت هاتين القصيدتين كاملتين، مما أتاح لنا فرصة الوقوف أمام نصين كاملين من ديوان الصعاليك. هذا إلى جانب أن ابن الأنباري في شرحه عليها قدم لنا مجموعة أخرى من شعر الصعاليك، لم ترو في المصادر الأخرى4.

ومن الطبيعي أن نذكر مع المفضليات الأصمعيات؛ لأنها بمثابة التكملة لها، أو الجزء الثاني منها، وقد قدمت لنا أيضا قطعتين من ديوان الصعاليك،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015