ولا أعلم [1] فيه شيئا يستحسن إلّا قوله:
النّشر مسك والوجوه دنا ... نير وأطراف الأكفّ عنم
ويستجاد منه قوله:
ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء المرء ما يعلم [2]
50* وكان الناس يستجيدون للأعشى قوله [3] :
وكأس شربت على لذة ... وأخرى تداويت منها بها
حتى قال [4] أبو نواس:
دع عنك لومى فإنّ اللّوم إغراء ... وداونى بالتى كانت هى الدّاء
فسلخه وزاد فيه معنى آخر، اجتمع له به الحسن فى صدره وعجزه، فللأعشى فضل السّبق إليه، ولأبى نواس فضل الزيادة فيه [5] .
51* وقال الرشيد للمفضّل الضبىّ:
اذكر لى بيتا جيد المعنى يحتاج إلى مقارعة الفكر فى استخراج [6] خبيئه ثمّ دعنى وإيّاه. فقال له المفضّل: أتعرف بيتا أوّله أعرابى فى شملته، هابّ من نومته، كأنّما صدر عن ركب جرى فى أجفانهم الوسن فركد، يستفزّهم بعنجهيّة [7] البدو، وتعجرف الشّدو، وآخره