وما كنت أخشى أن تكون منيّتى ... بكفّىّ إلا أنّ من حان حائن «1»
فبكى طويلا، ثم قال: أنا والله أشعر منه حيث أقول:
وأدنيتنى حتّى إذا ما سبيتنى ... بقول يحلّ العصم سهل الأباطح «2»
تجافيت عنّى حين لا لى حيلة ... وخلّيت ما خلّيت بين الجوانح
ثم عنّت له ظباء فوثب فى طلبها، فانصرفت، ثم عدت من الغد فلم أصبه، فرجعت فأخبرتهم، فوجّهوا الذى كان يذهب بطعامه، فأخبرهم أنّه على حاله لم يأكل منه شيئا، ثم عدت اليوم الثالث فلم أصبه، ونظرت إلى طعامه فإذا هو على حاله، ثم غدوت بعد ذلك وغدا إخوته وأهل بيته، فطلبناه يومنا وليلتنا، فما أصبناه، فلمّا أصبحنا أشرفنا على واد كثير الحجارة، فإذا هو ميّت بينها، فاحتملوه ودفنوه.
992* وللمجنون عقب بنجد. ولم يقل أحد من الشعراء فى معنى قوله:
وأدنيتنى حتّى إذا ما سبيتنى
شيئا هو أحسن منه.
ونحوه قول ابن الأحنف:
أشكو الّذين أذاقونى محبّتهم ... حتّى إذا أيقظونى بالهوى رقدوا
993* ومن (جيّد) شعره، ويقال إنه منحول:
إنّ الّتى زعمت فؤادك ملّها ... خلقت هواك كما خلقت هوى لّها
فإذا وجدت لها وساوس سلوة ... شفع الضّمير إلى الفؤاد فسلّها «3»