وهل تنفضنّ الرّيح أفنان لمتّى ... على لاحق الرّجلين مندلق الوخد «1»
وهل أسمعنّ الدّهر أصوات هجمة ... تطالع من وهد خصيب إلى وهد «2»
وفى وجهه هذا يقول:
دعا المحرمون الله يستغفرونه ... بمكّة ليلا أن تمحّى ذنوبها
وناديت: يا ربّاه أوّل سالتى ... لنفسى لليلى، ثمّ أنت حسيبها «3»
فإن أعط ليلى فى حياتى لا يتب ... إلى الله عبد توبة لا أتوبها
991* وخرج شيخ من بنى مرّة إلى أرض بنى عامر ليلقى المجنون، قال:
فدللت على خيمة فأتيتها، فإذا أبوه شيخ كبير وإخوة له رجال، وإذا نعم ظاهرة وخير كثير، فسألتهم عن المجنون؟ فاستعبروا جميعا وبكوا، وقال الشيخ:
والله لهو كان آثر هؤلاء عندى، وإنّه عشق امرأة من قومه، والله ما كانت تطمع فى مثله، فلما أن فشا أمره وأمرها كره أبوها أن يزوّجه إيّاها بعد ظهور الخبر، فزوجها من رجل آخر، فجنّ ابنى وجدا عليها وصبابة بها، فحبسناه وقيّدناه، فكان يعضّ لسانه وشفتيه، حتى خشينا أن يقطعهما، فلما رأينا ذلك خلينا سبيله، فهو فى هذه الفيافى مع الوحش، يذهب فى كلّ يوم بطعامه فيوضع له حيث يراه، فإذا تنحّوا عنه جاء فأكل، وإذا أخلقت ثيابه أتوه بثياب فيلقونها