الشعر والشعراء (صفحة 523)

فبلغ ذلك وغيره من هجائه قتيبة، فطلبه فهرب. وأتى أمّ قتيبة فأخذ منها كتابا إليه فى الرضى عنه وترك مؤاخذته بما كان منه، فرضى عنه، فقال له نهار: إنّ نفسى لا تسكن ولا تطيب حتّى تأمر لى بشىء، فإنى أعلم أنّك إذا اتّخذت عندى معروفا لم تكدّره. (فأعطاه) . فقال [1] :

ما كان فيمن كان فى الناس قبلنا ... ولا هو فيمن بعدنا كابن مسلم

أشدّ على الكفّار قتلا بسيفه ... وأكثر فينا مقسما بعد مقسم

فقال له قتيبة: ألست القائل:

ألا ذهب الغزو المقرّب للغنى ... ومات النّدى والغزو بعد المهلّب [2]

فقال له: إنّ الذى أنت فيه ليس بالغزو ولكنّه الحشر.

948* وأمر له قتيبة بصلة فأبطأت عنه. ولقيه فقال:

ولقد علمت وأنت تعلمه ... أنّ العطاء يشينه الحبس

فقال: عجّلوا له الجائزة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015