الشعر والشعراء (صفحة 419)

77- جميل بن معمر (العذرى) [1]

736* هو جميل بن عبد الله بن معمر، ويكنى أبا عمرو. وهو أحد عشّاق العرب المشهورين بذلك، وصاحبته بثينة، وهما جميعا من عذرة، وكانت بثينة تكنى أمّ عبد الملك، ولها يقول (جميل) :

يا أمّ عبد الملك اصرمينى ... فبيّنى صرمك أو صلينى [2]

737* والجمال فى عذرة والعشق كثير. قيل لأعرابىّ من العذريّين: ما بال قلوبكم كأنّها قلوب طير تنمّات كما ينمّاث [3] الملح فى الماء؟ أما تجلّدون؟! قال: إنّا لننظر إلى محاجر أعين لا تنظرون إليها! وقيل لآخر: ممّن أنت؟ فقال:

من قوم إذا أحبّوا ماتوا، فقالت جارية سمعته: عذرىّ وربّ الكعبة! 738* وعشق جميل بثينة وهو غلام (صغير) ، فلمّا كبر خطبها فردّ عنها، فقال الشعر فيها، وكان يأتيها سرّا، ومنزلها وادى القرى، فجمع له قومها جمعا ليأخذوه إذا أتاها، فحذّرته بثنية، فاستخفى وقال:

ولو أنّ ألفا دون بثنة كلّهم ... غيارى وكلّ حارب مزمع قتلى

لحاولتها إمّا نهارا مجاهرا ... وإمّا سرى ليل ولو قطعت رجلى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015