بعض ما امتدحه به، فأنشده [1] :
وركب كأنّ الرّيح تطلب منهم ... لها سلبا، من جذبها بالعصائب
سروا يركبون الرّيح وهى تلفّهم ... إلى شعب الأكوار ذات الحقائب
إذا استوضحوا نارا يقولون: ليتها ... وقد خصرت أيديهم، نار غالب [2]
فغضب سليمان، فأقبل على نصيب فقال: أنشد مولاك يا نصيب، فأنشده:
أقول لركب صادرين لقيتهم ... قفا ذات أوشال ومولاك قارب [3]
قفوا خبّرونى عن سليمان إنّنى ... لمعروفه من أهّل ودّان طالب [4]
فعاجوا فأثنوا بالّذى أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب
فقال له سليمان: أحسنت، وأمر له بصلة، ولم يصل الفرزدق، فخرج الفرزدق وهو يقول:
وخير الشّعر أكرمه رجالا ... وشرّ الشّعر ما قال العبيد
وفيه يقول:
إذا اعتاص القريض عليك فامدح ... أمير المؤمنين تجد مقالا
أتتك بنا قلاص يعملات ... وضعن مدائحا وحملن مالا [5]
693* ودخل الأقيشر [6] على عبد الملك بن مروان وعنده قوم، فتذاكروا