الشعر والشعراء (صفحة 393)

بعض ما امتدحه به، فأنشده [1] :

وركب كأنّ الرّيح تطلب منهم ... لها سلبا، من جذبها بالعصائب

سروا يركبون الرّيح وهى تلفّهم ... إلى شعب الأكوار ذات الحقائب

إذا استوضحوا نارا يقولون: ليتها ... وقد خصرت أيديهم، نار غالب [2]

فغضب سليمان، فأقبل على نصيب فقال: أنشد مولاك يا نصيب، فأنشده:

أقول لركب صادرين لقيتهم ... قفا ذات أوشال ومولاك قارب [3]

قفوا خبّرونى عن سليمان إنّنى ... لمعروفه من أهّل ودّان طالب [4]

فعاجوا فأثنوا بالّذى أنت أهله ... ولو سكتوا أثنت عليك الحقائب

فقال له سليمان: أحسنت، وأمر له بصلة، ولم يصل الفرزدق، فخرج الفرزدق وهو يقول:

وخير الشّعر أكرمه رجالا ... وشرّ الشّعر ما قال العبيد

وفيه يقول:

إذا اعتاص القريض عليك فامدح ... أمير المؤمنين تجد مقالا

أتتك بنا قلاص يعملات ... وضعن مدائحا وحملن مالا [5]

693* ودخل الأقيشر [6] على عبد الملك بن مروان وعنده قوم، فتذاكروا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015