الشعر والشعراء (صفحة 349)

فبعثوا إليه فارسين على جوادين، فلما هايجاه خرج يمحص كأنّه ظبى [1] ، فطارداه سحابة يومهما، ثم قالا: إذا كان الليل أعيا ثم سقط أو قصّر عن العدو فنأخذه، فلمّا أصبحا وجدا أثره قد عثر بأصل شجرة وندرت قوسه [2] فانحطمت، فوجدا قصدة منها قد ارتزّت بالأرض [3] ، فقالا: ما له أخزاه الله! ما أشدّه! وهمّا بالرجوع، ثم قالا: لعلّ هذا كان من أوّل الليل ثم فتر، فتبعاه، فإذا أثره متفاجا [4] قد بال فى الأرض وخدّ [5] ، (فقالا: قاتله الله ما أشدّ متنه!) فانصرفا (عنه) ، وتمّ إلى قومه [6] فأنذرهم، فكذّبوه لبعد الغاية، فقال:

يكذّبنى العمران عمرو بن جندب ... وعمرو بن سعد، والمكذّب أكذب [7]

ثكلتكما إن لم أكن قد رأيتها ... كراديس يهديها إلى الحىّ كوكب

كراديس فيها الحوفزان وحوله ... فوارس همّام متى يدع يركبوا [8]

وجاء الجيش فأغاروا (عليهم) [9] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015