الشعر والشعراء (صفحة 329)

596* وكان أبوها يأخذ بيدى ابنيه صخر ومعاوية ويقول: أنا أبو خيرى مضر، فتعترف له العرب بذلك. ثم قالت الخنساء بعد ذلك: كنت أبكى لصخر من القتل، فأنا أبكى له اليوم من النار.

597* وممّا سبقت إليه قولها [1] :

أشمّ أبلج تأتمّ الهداة به ... كأنّه علم فى رأسه نار

(وفيها تقول:

مثل الرّدينىّ لم تكبر شبيبته ... كأنّه تحت طىّ الثّوب إسوار [2]

لم تره جارة يمشى بساحتها ... لريبة حين يخلى بيته الجار

فما عجول لدى بوّ تطيف به ... قد ساعدتها على التّحنان أظآر [3]

أودى به الدّهر عنها فهى مرزمة ... لها حنينان إصغار وإكبار [4]

ترتع ما غفلت حتّى إذا ذكرت ... فإنما هى إقبال وإدبار [5]

يوما بأوجع منى يوم فارقنى ... صخر، وللدّهر إحلاء وإمرار)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015