الشعر والشعراء (صفحة 328)

فقالت لها عائشة رضى الله عنها: يا خنساء إنّ هذا لقبيح، قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فما لبست هذا [1] ، قالت: إنّ له قصّة، قالت: فأخبرينى، قالت: زوّجنى أبى رجلا، وكان سيّدا معطاء، فذهب ماله، فقال لى [2] : إلى من يا خنساء؟

قلت: إلى أخى صخر، فأتيناه، فقسم ماله شطرين، فأعطانا خيرهما، فجعل زوجى أيضا يعطى ويحمل، حتّى نفد ماله، فقال: إلى من؟ فقلت: إلى أخى صخر، (فأتيناه) ، فقسم ماله شطرين، فأعطانا خيرهما، فقالت امرأته: أما ترضى أن تعطيها النصف حتّى تعطيها أفضل النّصيبين؟! فأنشأ يقول [3]

والله لا أمنحها شرارها ... ولو هلكت مزّقت خمارها

وجعلت من شعر صدارها

فذلك الذى دعانى إلى أن لبست هذا حين هلك [4] .

595* وكانت تقف بالموسم فتسوّم هؤدجها بسومة [5] ، وتعاظم العرب بمصيبتها بأبيها عمرو بن الشّريد وأخويها صخر ومعاوية ابنى [6] عمرو، وتنشدهم فتبكى الناس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015