وأكثر تقى الله في الأسرار مجتهدا ... إن التقى خيره ما كان مكنونا

واعلم بأنك بالأعمال مرتهن ... فكن لذاك كثير الهم محزونا

إني أرى الغبن المردى بصاحبه ... من كان في هذه الأيام مغبونا

تكون للمرء أحيانا فتمنحه ... يوما عثارا ويوما تمنح اللينا

بينا الفتى في نعيم العيش حوله ... دهر فأمسى به عن ذاك مزبونا1

تحلو له مرة حتى يسر بها ... حينا وتمقره طعما أحايينا2

هل غابر من بقايا الدهر تنظره ... إلا كما قد مضى فيما تقضونا3

فامنح جهادك من لم يرج آخرة ... وكن عدوا لقوم لا يصلونا

واقتل مواليهم منا وناصرهم ... حينا تكفرهم والعنهم حينا

والعائبين علينا ديننا وهم ... شر العباد إذا خابرتهم دينا

والقائلين سبيل الله بغيتنا ... لبعد ما نكبوا عما يقولونا4

فاقتلهم غضبا لله منتصرا ... منهم به ودع المرتاب مفتونا

إرجاؤكم لزكم والشرك في قرن5 ... فأنتم أهل إشراك ومرجونا

لا يبعد الله في الأجداث غيركم ... إذ كان بينكم بالشرك مقرونا6

ألقى به الله رعبا في نحوركم ... والله يقضي لنا الحسنى ويعلينا

كيما نكون الموالي عند خائفة ... عما تروم به الإسلام والدينا

وهل تعيبون منا كاذبين به ... غال ومهتضم حسبي الذي فينا

يأبى الذي كان يبلى الله أولكم ... على النفاق وما قد كان يبلينا

فهو يسفه الحارث ويكفره لأنه اتبع مذهب المرجئة، ويحثه على ترك الاعتقاد

طور بواسطة نورين ميديا © 2015