ومالك وسويد أكداه معا ... لما تجرد فيها أي تجريد1

حتى تنادوا أتاك الله ضاحية ... وفي الجلود من الإيقاع تقصيد2

فمشى به أحد الأزد، إلى عبد الرحمن بن صبح، عامل أسد على بلخ، فأنكر ما نسب إليه، وأنشد عبد الرحمن بيتا من شعره يؤكد فيه تمسك قومه بمحالفة الأزد، وحرصهم على صداقهم، يقول3:

الأزد إخوتنا وهم حلفاؤنا ... ما بيننا نكث ولا تبديل

ولم يقف أسد في ولايته الأولى عند حرمان بكر من المناصب الكبيرة، فقد تخطاه إلى التضييق على مضر، وحبس أنصارها، فسجن نصر بن سيار، ونفرا من مضر، وجلدهم، فتحرك بنو تميم، وحاولوا إطلاق سراح نصر بالقوة، فنهاهم نصر عن اللجوء إلى السلاح في كل مشكلاتهم، فساقه أسد وبقية المضريين إلى أخيه خالد بالعراق، وكتب إليه أنهم فكروا في الثورة عليه. فلما قدم بهم عليه لام أسدا واتهمه بأنه تساهل في معاقبتهم، لأنه اكتفى بضربهم دون قتلهم4. فقال نصر يستهجن اعتقال أسد له، ويذم كل من تحدروا من قسر، ويدمغهم بالصغار والمهانة، وبالدهاء والخيانة، لأنهم يتسلطون على الناس، ويضطهدون أشرافهم، ويتنقصون أقدارهم5:

بعثت بالعتاب في غير ذنب ... في كتاب تلوم أم تميم

إن أكن موثقا أسيرا لديهم ... في هموم وكربة وسهوم

رهن قسر فيما وجدت بلاء ... كإسار الكرام عند اللئيم

أبلغ المدعين قسرا وقسر ... أهل عود القناة ذات الوصوم6

طور بواسطة نورين ميديا © 2015