احتجنوا أموالا في أثناء عملهم مع يزيد بن المهلب، فسجنهم، ثم عذبهم، حتى يؤدوا الأموال التي طولبوا بها، فهلك جهم، فثار ثابت بن قطنة الأزدي له، وأخذ يتوعد عبد الله وأتباعه بالقتل، يقول1:

أتذهب أيامي ولم أسق ترفلا ... وأشياعه الكأس التي صبحوا جهما2

ولم يقرها السعدي عمرو بن مالك ... فيشعب من حوض المنايا لها قسما

ويدل هذا الخبر مع شعر مرة النخعي على سياسة يزيد بن المهلب المالية، وكيف أنه كان يختان الأموال، ويعرض هبات على المسؤولين عنها، لكي يغضوا الطرف عما كان يستولي عليه منها، وكيف أنه كان يوظف أبناء عشيرته وأهل اليمن، ويطلق أيديهم في أعمالهم دون محاسبة أو مراقبة.

وعندما اندلعت الفتنة بالبروقان بين المضرية، وبين اليمنية والربعية، وانهزم الأخيرون، وقتل بنو تميم عمرو بن مسلم الباهلي الذي اجتمعوا إليه، وولوه قيادتهم، قال بيان العنبري التميمي يصف حرب بني تميم، وكيف أنهم محقوا رؤوس الفتنة من الأزد وبكر، وأوقعوا في قلوبهم الذعر، فإذا البكريون كلما ذكروا ذلك اليوم يبكون ويتألمون، ويعير البكريين بالجبن والتخاذل، لأنه ليس من طبعهم الثبات في الميدان حين يشتد القتال3:

أتاني ورحلي بالمدينة وقعة ... لآل تميم أرجفت كل مرجف4

تظل عيون البرش بكر بن وائل ... إذا ذكرت قتلى البروقان تذرف5

هم أسلموا للموت عمرو بن مسلم ... وولوا شلالا والأسنة ترعف6

وكانت من الفتيان في الحرب عادة ... ولم يصبروا عند القنا المتقصف7

طور بواسطة نورين ميديا © 2015