بخراسان، فحبسه، ثم دس إليه ابن أخ له كان يبغضه، فقتله1. ومن قائل: إنه هرب إلى عمان، ونزل بها مدة، ثم كرهها، فأرسل إلى ابن المهلب قصيدة اعتذر له فيها، وسأله العفو عنه فلم يقبل اعتذاره، بل ظل ناقما عليه، ثم أغرى به ابن أخيه المذكور، وجعل له مالا على قتله، فضرب رأسه بفأس وهو بعمان2.

والأرجح عندي أنه أقام بخراسان في ولاية ابن المهلب، فسجنه، ثم أطلق سراحه، وفي أخباره ما يشير إلى ذلك إشارة واضحة3. واستمر يقيم بخراسان بعد إقصاء عمر بن عبد العزيز لابن المهلب عنها. وأقوى برهان على ذلك أنه ضج بالشكوى من عمال الخراج بخراسان في خلافه عمر بن عبد العزيز، وبعث إليه قصيدة دعاه فيها إلى محاسبة الخونة منهم حسابا شديدا4. ثم فر إلى عمان بعد أن نمي إليه أن المهالبة يدبرون لقتله، وظل ينزل بها حتى أغرى به ابن المهلب ابن أخيه فقتله سنة اثنتين ومائة.

وأكثر ما وصل إلينا من شعره يدور على مديح المهالبة، وذكر حروبهم للأزارقة بفارس، والإشادة بأصولهم العريقة التي زكتهم للنهوض بتلك المهمة، ومكنتهم من تحقيق الانتصارات العظيمة، والافتخار بأفضالهم على أهل البصرة والكوفة، لوقايتهم إياهم من عبث الأزارقة وخطرهم. ومنه هذه القصيدة الرائية يصف فيها قتال المهلب وأولاده للأزارقة بكرمان والأهواز وهي تتوالى على هذا النمط5:

طربت وهاج لي ذاك ادكارا ... بكش وقد أطلت به الحصارا6

وكنت ألذ بعض العيش حتى ... كبرت وصار لي همي شعارا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015