الرحمن بن نعيم الغامدي على خراسان حتى مات عمر، وبعد ذلك حتى قتل يزيد بن المهلب، فكانت ولايته أكثر من سنة ونصف1.

وفي خلافة يزيد بن عبد الملك ارتفع شأن القيسية والمضرية بخراسان، إذ ولي يزيد أخاه مسلمة على العراق، فاستعمل على خراسان سعيد بن عبد العزيز الأموي، فأخذ عمال عمر بن عبد العزيز وحبسهم ثم أطلقهم، كما أخذ نفرا من موظفي يزيد بن المهلب اختانوا أموالا، فسجنهم وعذبهم حتى مات بعضهم، وأشفى غيرهم على الهلاك2.

وفي سنة اثنتين ومائة اضطربت سمرقند، وكانت ملتاثة قبل مجيء سعيد إليها فقد جمع خاقان الترك، واستعان بالصغد، وحاصر قصر الباهلي، فهادنه من كان به من العرب، وصالحوه، وكانوا قبل ذلك قد استمدوا عثمان بن الشخير عامل سمرقند، فجاء المدد من جميع القبائل، واشتبكوا مع الترك واستردوا قصر الباهلي3.

وفي السنة نفسها عبر سعيد النهر، وأغار على الصغد لأنهم نقضوا العهد وأعانوا الترك، فأوقع بهم، وأدبهم، ثم سار إلى الترك، فحطموا أولى كتائبه، التي تقدمت نحوهم، فحمل بنو تميم على الترك، وجاهدوهم جهادا عنيفا حتى قدم الأمير، فحققوا بعض النصر، ولكن المعركة لم تنته4.

وحدث أن انكسر خراج العراق وخراسان، في أيام مسلمة، فعزله أخوه يزيد عنهما، وعين عليهما عمر بن هبيرة الفزاري5، فأعفى سعيد بن عبد العزيز من ولاية خراسان، وكان يقاتل الترك بسمرقند، وأوفد إليها سعيد ابن عمرو الحرشي، فوافهاها والجيش بإزاء العدو بسمرقند، فاستنهض همم الجنود، وحضهم على الاستبسال في النضال6 فخاف الصغد لأنهم كانوا قد ظاهروا الترك على العرب في عهد سعيد بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015