ويثني عبد الملك بن سلام السلولي على يزيد بن المهلب أيضا لكثرة ما ساقه إليه من النوال حتى أغناه، ولطول ما رعى الضعفاء، وواسى البؤساء في أيامه حتى انتعشوا؛ قارنا ثناه عليه بالدعاء له باليمن والخير جزاء لما قدم من معروف يقول1:
ما زال سيبك يا يزيد بجوبتى ... حتى ارتويت وجودكم لا ينكر2
أنت الربيع إذ تكون خصاصة ... عاش السقيم به وعاش المقتر3
عمت سحابته جميع بلادكم ... فرووا وأغدقهم سحاب ممطر
فسقاك ربك حيث كنت مخيلة ... ريا سحائبها تروح وتبكر4
ويقول حاجب بن ذبيان المازني يمدح يزيد بشدة بأسه، وتمرسه بالقيادة والقتال في الصغر والكبر، وينوه بقهره لأعدائه، وترفقه بأصدقائه5:
كم من كمي في الهياج تركته ... يهوى لفيه مجدلا مقتولا6
جللت مفرق رأسه ذا رونق ... عضب المهزة صارما مصقولا7
قدت الجياد وأنت عز يافع ... حتى اكتهلت ولم تزل مأمولا
كم قد حربت وقد جبرت معاشرا ... وكم امتننت وكم شفيت غليلا8
أما الفرات الشني9 العبدي فيشيد بجرأة قتيبة بن مسلم، وصحة شكيمته،