يشرف على رفاقه من المقاتلين، ويعيد تنظيمهم إذا تفرقوا، ويتقدمهم إلى حومة الوغى، ويحتز بسيفه رؤوس الأعداء. ولم ينس قتيبة فقد جعله سيد قيس، وأشاد بعطائه الجزيل الذي بز به أمثاله من رجال قيس، كما بزهم والده من قبل، وأشاد أيضا بسياسته الحكيمة، وعطفه على قيس، ورفقه برجالها، وأخذه لهم أخذا رحيما في كل الظروف. فباهت به غيرها من القبائل، وطاولت بمجده أعلى الجبال1:

فسل الفوارس في خجندة تحت مرهفة العوالي2

هل كنت أجمعهم إذا ... هزموا وأقدم في القتال

أم كنت أضرب هامة العا ... تي واصبر للعوالي

هذا وأنت قريع قيس ... كلها ضخم النوال3

وفضلت قيسا في الندى ... وأبوك في الحجج الخوالي4

ولقد تبين عدل حكمك ... فيهم في كل حال

تمت مروءتكم ونا ... غى عزكم غلب الجبال5

وفي سنة ست وتسعين بلغ قتيبة فرغانة، وأقام بها، وفتح كاشغر، وهي أقرب المدن الخاضعة للصين، وأرسل لملك الصين وفدا من عشرة رجال، انتخبهم من خيرة جنده، عليهم مشمرج الكلابي، وأمرهم أن ينقلوا إليه أنه "قد حلف أن لا ينصرف حتى يطأ بلاد الصين، ويختم ملوكها، ويجبي خراجها". فقابلوا الملك، وأبلغوه الرسالة، فهددهم وخوفهم، ثم استراضهم وأجازهم، وبعث معهم بتراب من تراب الصين، وبأربعة من أبنائها، وبجزية من حرير وذهب. فقبل قتيبة الجزية، وختم الغلمان، وردهم، ووطأ التراب6 فقال سوادة بن عبد الله السلولي يمدح أعضاء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015