لرجولته ومضاء عزيمته، مما أتاح له إدراك ما عجزوا عن إدراكه، فقد قهر الترك، وغنم غنائم كبيرة وزعها بين جنوده، ورجا له طول العمر، حتى يفتح سمرقند مثلما فتح خوارزم1:
رمتك فيل بما فيها وما ظلمت ... ورامها قبلك الفجفاجة الصلف2
لا يجزئ الثغر خوار القناة ولا ... هش المكاسر والقلب الذي يجف3
هل تذكرون ليالي الترك تقتلهم ... ما دون كازة والفجفاج ملتجف4
لم يركبوا الخيل إلا بعدما كبروا ... فهم ثقال على أكتافها عنف
منهم شناس ومرداذاء نعرفه ... وفسخراء قبور حشوها القلف5
إني رأيت أبا حفص تفضله ... أيامه ومساعي الناس تختلف
قيس صريح وبعض الناس يجمعهم ... قرى وريف فمنسوب ومقترف6
لو كنت طاوعت أهل العجز ما اقتسموا ... سبعين ألفا وعز الصغد مؤتنف7
وفي سمرقند أخرى أنت قاسمها ... لئن تأخر عن حوبائك التلف8