حادثة. وأودع ذلك قصيدتين أولاهما تائية طويلة لم ينقل الطبري إلا مطلعها، وهو قوله1:
لعمري لنعمت غزوة الجند غزوة ... قضت نحبها من نيزك وتعلت
وثانيتهما ميمية سردها الطبري برمتها، وهي تجري على هذا النمط2:
لمن الديار عفت بسفح سنام ... إلا بقية أيصر وثمام3
عصف الرياح ذيولها فمحونها ... وجرين فوق عراصها بمدام
دار لجارية كأن رضابها ... مسك يشاب مزاجه بمدام
أبلغ أبا حفص قتيبة مدحتي ... واقرأ عليه تحيتي وسلامي
يا سيف أبلغها فإن ثناءها ... حسن وإنك شاهد لمقامي
يسمو فتتضع الرجال إذا سما ... لقتيبة الحامي حمى الإسلام4
لأغر منتجب لكل عظيمة ... نحر يباح به العدو لهام5
يمضي إذا هاب الجبان وأحمشت ... حرب تسعر نارها بضرام6
تروى القناة مع اللواء أمامه ... تحت اللوامع والنحور دوامي
والهام تفريه السيوف كأنه ... بالقاع حين تراه قيض نعام7
وترى الجياد مع الجياد ضوامرا ... بفنائه لحوادث الأيام