قال ابن كثير: (يخبر ـ تعالى ـ أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له؛ فإنه يسجد له لعظمته كل شيء طوعًا وكرهًا).

2 - عبادة الأجرام الأخرى:

عبد بعض أهل الجاهلية أجرامًا سماوية أخرى، وتقربوا إليها بالنذور والصلوات، ففي كتب الأخباريين:

أ- أن طائفة من تميم عبدت (الدبران)، وأن (العيوق) في زعمهم (عانق الدبران لما ساق إلى الثريا مهراً، وهي نجوم صغار نحو عشرين نجمًا، فهو يتبعها أبدًا خاطباً لها، ولذلك سموا هذه النجوم القلاص).

ب- وفي كتبهم أيضًا: أن بعض قبائل لخم وحمير وقريش عبدوا (الشعرى العبور)، وأن أول من سن ذلك لهم، وأدخل تلك العبادة إليهم (أبو كبشة). وهو (جزء بن غالب بن عامر بن الحارث بن غبشان الخزاعي)، أو (وجز بن غالب)، أحد أجداد النبي صلى الله عليه وسلم من قبل أمهاته، خالف قريشًا في عبادة الأصنام وعبد الشعرى العبور، وكان (وجز) يقول: إن الشعرى تقطع السماء عرضًا، فلا أرى في السماء شيئًا، شمسًا ولا قمرًا ولا نجمًا، يقطع السماء عرضًا، والعرب تسمي الشعرى العبور؛ لأنها تعبر السماء عرضًا.

والعرب تظن أن أحدًا لا يعمل شيئًا إلا بعرق ينزعه شبهه، فلما خالف رسول الله صلى الله عليه وسلم دين قريش، قالت قريش: نزعه أبو كبشة، لأن أبا كبشة خالف

طور بواسطة نورين ميديا © 2015