ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ (22) وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ).

قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (جمع [في هذه الآية] بين الشرك والشفاعة).

إذن حقيقة الشرك في العرب: اتخاذ واسطة بين المخلوق والخالق. فعبادتهم لغير الله وإيمانهم بهذه الآلهة وتكريمهم لها إنما هو من أجل التقرب إلى الله والتشفع بها عنده.

قال الشهرستاني في الملل والنحل في بيان شرك العرب: (وصنف منهم أقروا بالخالق وابتداء الخلق ونوع من الإعادة وأنكروا الرسل، وعبدوا الأصنام، وزعموا أنهم شفعاؤهم عند الله في الدار الآخرة، وحجوا إليها ونحروا لها الهدايا وقربوا القرابين، وتقربوا إليها بالمناسك والمشاعر، وأحلوا وحرموا، وهم الدهماء من العرب، إلا شرذمة منهم ... ).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: (ولم يكن أحد من عباد الأصنام يعتقد أنها خلقت السموات والأرض، بل إنما كانوا يتخذونها شفعاء ووسائط لأسباب:

منهم من صورها على صور الأنبياء والصالحين.

ومنهم من جعلها تماثيل وطلاسم للكواكب والشمس والقمر.

ومنهم من جعلها لأجل الجن.

ومنهم من جعلها لأجل الملائكة ... ).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015