الناس يعبدون الشمي والقمر والنجوم، ويعتقدون فيها أنها أحياء عاقلة ناطقة.

وأما الأشياء التي عبدت مع أنها ليست موصوفة بالحياة والعقل فهي الأصنام، إذا عرفت هذا فنقول: الكلام الذي ذكره الكفار لائق بالعقلاء، أما بغير العقلاء فلا يليق، ... ويمكن أن يقال: إن العاقل لا يعبد الأصنام من حيث إنه خشب أو حجر، وإنما يعبدونه لاعتقادهم أنها تماثيل الكواكب أو تماثيل الأرواح السماوية، أو تماثيل الأنبياء والصالحين الذين مضوا، ويكون مقصودهم من عبادتها توجيه تلك العبادات إلى تلك الأشياء التي جعلوا هذه التماثيل صورًا لها ... ).

وقال صاحب محاسن التأويل: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ) أي بالمحبة والتقرب والتوسل بهم إلى الله ـ تعالى ـ (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) أي يقولون ذلك احتجاجًا على ضلالهم (إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) أي عند حشر معبوداتهم معهم فيقرن كلاً منهم مع من يتولاه من عابد ومعبود، ويدخل المبطل النار مع المبطلين، كما يدخل المحق الجنة مع المحقين).

والمقصود: أن الله عز وجل بين سبب عبادة المشركين لآلهتهم بيانًا شافيًا بأن شرك العرب كان بدافع التقرب والواسطة إلى الله جل وعلا، ولكن كان هذا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015