وقد رد على المنجمين والمستدلين بالنجوم على وقوع الحوادث كثير من أهل السنة في مؤلفاتهم، فمن ذلك ما ذكره ابن القيم في مفتاح دار السعادة حيث توسع في الرد عليهم بذكر شبهاتهم، وتفنيدها واحدة تلو الأخرى.
فهذا الشرك كان في العرب في جاهليتهم، فقد ذكر المؤرخون وأصحاب الملل والنحل: أن من العرب عرافين وأصحاب النجوم، وأصحاب الأنواء. قال الشهرستاني: (اعلم أن العرب في الجاهلية كانت على ثلاثة أنواع من العلوم ... الثالث: علم الأنواء، وذلك مما يتولاه الكهنة).
وقال الآلوسي: (وكانت لهم ـ عرب الجنوب ـ اليد الطولى في كثير من الصناعات، وكانت للتبابعة والجبابرة منهم مذاهب في أحكام النجوم وغيرها، كل ذلك من المسلمات التي لا يمكن لأحد التوقف في قبولها ولا التردد في الإذعان لها، وقد نطق متواتر الأخبار الصحيحة بها، وأما بنو عدنان ـ عرب الشمال ـ ... إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من الشعر والخطب، أو ما حفظوه من أنسابهم وأيامهم، أو ما احتاجوا إليه من دنياهم من الأنواء أو من الحروب ونحو ذلك).
ومن أنواع هذا التنجيم: (ما يفعله من يكتب حروف أبي جاد، ويجعل لكل حرف منها قدرًا من العدد معلومًا ويجري على ذلك أسماء الآدميين والأزمنة والأمكنة وغيرها، ويجمع جمعًا معروفًا عنده، ويطرح منه طرحًا خاصًا، ويثبت إثباتًا خاصًا، وينسبه إلى الأبراج الاثني عشر المعروفة عند أهل