وتعاط لعلم قد استأثر الله به، ولا يعلم الغيب سواه).

وأما قوله تعالى: (وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ)، فليس المراد: أنه يهتدى بها في علم الغيب ـ كما يعتقده المنجمون ـ بل المراد به: لتعرفوا بها جهة قصدكم.

فإن قيل: المنجم قد يصدق؟ قيل: صدقه كصدق الكاهن، يصدق في كلمة ويكذب في مائة، وصدقه ليس عن علم، بل قد يوافق قدرًا، فيكون فتنة في حق من صدقه.

ولهذا نهى ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أحد تلاميذه عن النظر في النجوم فقال: (يا غلام، إياك والنظر في النجوم؛ فإنه يدعو إلى الكهانة).

وجاء عن محمد بن كعب القرظي أنه قال: (والله ما في النجم موت أحد ولا حياته، وإنما جعل الله النجوم زينة ورجومًا للشياطين)، وعنه أيضًا أنه قال: (والله ما لأحد من أهل الأرض في السماء من نجم، ولكن يتبعون الكهنة، ويتخذون النجوم علة).

والمقصود: أن التنجيم من الشرك بالله جل وعلا في الربوبية؛ حيث إنه شرك بالله جل وعلا في علمه المحيط، بل فيه شرك بالله جل وعلا في أموره الربوبية مثل التدبير في العالم، وذلك لمن يعتقد أن الحوادث السفلية إنما هي من الكواكب العلويات، وقد سبق بيانه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015