ويفضحه ويظهر ما كان يبطنه). فإذا علم الإنسان أن هناك يوم حساب، وعلم شدة حاجته في ذلك اليوم إلى العمل الصالح، وعلم عاقبة الرياء غلب على نفسه الحذر من الرياء كي يقبل عمله وكيلا ينفضح في ذلك اليوم.
* معرفة عظم جزاء المخلص في دنياه وآخرته. يقول عمر رضي الله عنه: (فما ظنك بثواب عند الله في عاجل رزقه وخزائن رحمته! )؛ يريد به تعظيم جزاء المخلص أنه رزق عاجل إما للقلب أو للبدن أو لهما، ورحمته مدخرة في خزائنه؛ فإن الله سبحانه يجزي العبد على ما عمل من خير في الدنيا ولابد، ثم في الآخرة يوفيه أجره، كما قال تعالى: (وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ). فما يحصل في الدنيا من الجزاء على الأعمال الصالحة ليس جزاء توقية، وإن كان نوعًا آخر كما قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: (وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ) ... فأخبر سبحانه أنه أتى خليله أجره في الدنيا من النعم التي أنعم بها عليه في نفسه وقلبه وولده وماله وحياته الطيبة، ولكن ليس ذلك أجر توفية. فإذا نظر الإنسان إلى عاقبة الإخلاص في الدنيا والآخرة فإنه يترك ما يخالفه لا محالة.
* الاستعانة بالله على الإخلاص، والتعوذ به من الرياء، فعلى المسلم أن يكثر من الدعاء والتضرع إلى الله؛ بأن يقيه الرياء ودواعيه، كما جاء في الحديث، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه علم الدعاء للتخلص مما يخالف الإخلاص،