العصر الآشوري القديم، وهي أسرة غلبت الصبغة السامية على بعض أسماء ملوكها أكثر مما كانت عليه في العصر العتيق مثل: إيلوشوما، وشمشي أداد، ويشمع أداد ... ، وعاصرت في بدايتها عهود إسين - لارسا ونشأة دولة بابل. واحتفظت أرضها ببضعة نماذج لفن النحت في عصرها اتصفت في مجملها بالخشونة وظهر أصحابها بالنقبة القصيرة دون العباءات الطويلة المعروفة للخاصة في بقية بلاد العراق1.

وعندما بدأت أحوال العراق تهتز لمولد الدولة البابلية حاول الآشوريون أن يكون لهم شأن في أحداث عصرهم فاشتبكت جيوش ملكهم إيلوشوما مع جيوش مؤسس الأسرة البابلية "سوم أبوم"2، ولكن بغير نتيجة حاسمة. ثم مضت كل من الدولتين في طريقها، حتى حاول الملك الآشوري شمشي أداد "1726 - 1694"3 أن يحقق لدولته كيانًا ينافس به دولة البابليين. واتخذ نينوى عاصمة لأول مرة، واتسع غربًا ناحية دويلة ماري ووجدت له عدة رسائل في أرضها، وروت نصوصه أنه تلقى في عاصمته جزى ملوك توكريش وملوك القطر الأعلى، وأنه أقام نصبًا باسمه العظيم في منطقة لبنان "لا - آب - آ - آن" على شاطئ البحر الكبير، وإذا صحت روايته الأخيرة هذه كان توسعه هو أقدم توسع آشوري معروف في بلاد الشام4. وربما عادت إلى هذه الفترة بضعة نصوص وجدت في كبادوكيا بآسيا الصغرى وكتبت باللهجة الآشورية القديمة5.

ولكن هذا الفاتح الآشوري ما لبث حتى اعترف مضطرًا بنفوذ معاصره الكبير حمورابي البابلي وأرخ رجاله وثائقهم باسمه إلى جانب اسمه6 ... ، وأخذت آشور حينذاك بالفن البابلي في أساليب النحت ونقوش الأختام7. واستعار كهنة دينها بعض صفات مردوك رب بابل وخلعوها على معبودهم آشور، وأضافوا أن مردوك خصص من أجله منذ الأزل آلهة الأقاليم الأربعة حتى يمجدوه ولا يتهرب من عبادته أحد8. واعتبروا إشتار "عشاتر" زوجة له ولقبوها بلقب بعليت بمعنى السيدة أو الربة أو الملكة، وخلعوا عليها طابع الحرب وصوروها بقوس وسيف 9.

واستردت آشور كيانها المتفرد بعد سقوط أسرة بابل الأولى، ولكن ظل دورها ثانويًّا في أحداث عصرها وفيما يوازي أغلب العصر الكاسي. وذكرتها النصوص المصرية لأول مرة في القرن الخامس عشر ق. م

طور بواسطة نورين ميديا © 2015