شارك المعلمون والأدباء المحترفون الآباء المثقفين في تعاليم الحكمة والتهذيب، وكان أكثرهم حديثًا معلمو وأدباء عصر الرعامسة، وقد أراد أحدهم أن يزكي النخوة والنجدة في نفس تلميذه وقارئه، فقال له: "إذا رجاك يتيم مسكين اضطهده آخر وود هلاكه، فسارع إليه وقدم المعونة إليه. اجعل نفسك منقذًا له، فمن أعانه ربه حق عليه أن يعين كثيرين غيره ... " وقال: "حرر غيرك إن وجدته رهين القيد، وكن حاميًا الضعيف، فلقد قيل إن الحسنى لمن لا يدعى الجهل بالآم غيره" .. وقال: أياما كانت خبرتك بالكتب، وكنت متعمقا في التعاليم ... ، فعليك أن تَحترم الغير حتى تُحترم، وأحب الناس يحبك الناس، ولا تبالغ في أحاديثك".