ورث عرش سنفرو ولده "خنوم خوفوي"، أو خوفو كما اختصر اسمه قديمًا ولا زال يعرف به، واستفاد خوفو من خبرات رجال أبيه وجهود عهده، وتوفر له من سعة السلطان أكثر مما توفر لأبيه كما توفر لمصر في عهده من الإمكانيات المادية والكفايات الفنية أكثر مما توفر لها في عهد أبيه. وعلى الرغم من ذلك، وعلى الرغم من شهرته كصاحب الهرم الأكبر، فليس ما يعرف عن أخبار عهده غير القليل. ومن هذا القليل أنه عثر على اسمه منقوشًا على محاجر منطقة جنوبية بعيدة تقع في الصحراء الغربية شمال شرق أبي سنبل وشمال غرب توشكا. وقد استغل رجاله منجم الجمشت فيها، كما قطعوا أحجار الديوريت منها ونقلوا عددًا من كتلها الضخمة نحو 750 ميلًا إلى عاصمتهم ليصنعوا منها تماثيل مولاهم، وليرصفوا بها وأرضية معبده أيضًا فوق هضبة الجيزة، وخلدوا بذلك آيات جلدهم مثلما استطاع مولاهم أن يخلد سلطانه بضخامة هرمه.
وظهر اسم خوفو على بعض آثار معبد قديم في ميناء جبيل بلبنان، ووجدت معه أسماء ملوك مصريين آخرين سبقوه ولحقوا به من العصر العتيق ومن الدولة القديمة1. وليس ما يعرف حتى الآن عن الصورة