وسجلت بطاقة من عهد "دن" أخبار نصره على أهل الشرق لأول مرة، كما قال كاتبها1، كما سجلت بطاقات من عهد ولده عنجاب نشاطًا مماثلًا ضد قوم أطلقت عليهم اسم "الإنتيو"1 ربما بمعنى "أصحاب العمد". ويغلب على الظن أنهم كانوا من الأقوام الشرقيين الذين أشارت إليهم بطاقة أبيه، أي من بدو الصحراء الشرقية وبدو سيناء وربما ما وراءها أيضًا.

وتأكدت اتصالات مصر بأطراف غرب آسيا، فاستورد المصريون أخشاب الأرز والصنوبر من فينيقيا واستخدموها في تسقيف مقابر ملوكهم لا سيما في منطقة أبيدوس، وربما استخدموها كذلك في صناعة السفن الكبيرة منذ عهد عحا. واستوردوا الزيوت والخمور في أوانٍ فخارية فاخرة من جنوب سوريا، واعتبرت H. Kantoi هذه الواردات بمثابة جزى وردت إلى مصر من المناطق الخاضعة لها حينذاك في سوريا وفلسطين3. وذهب الباحثون عز وجلe Rouge', R. Weill, صلى الله عليه وسلمnd Y. Yadin إلى أن مصر كانت لها حصون وعمليات دفاعية في المناطق الآسيوية منذ عهد نعرمر وخلال عهود خلفائه جر، ودن، وقاي عا. واستدلوا على نشاطها هناك من صورة حصن نقشت على صلاية نعرمر، ومن ذكر اسم حصن يدعى "باب عن" وآخر يدعى "ونة" في جنوب الشام، على آثار العصر نفسه، ووجود اسم نعرمر على أثر صغير في فلسطين. ويصعب تأكيد هذه الاستنتاجات بأدلة قاطعة، وإن وجدت قرائن لها في نقوش الملوك وفي حوليات حجر بالرمو4. وعثر في مقابل هذه الواردات على صادرات مصرية في ميناء جبيل بلبنان الحالية5، وكانت أكبر مركز للتبادل التجاري مع مصر في غرب آسيا، وأصبحت بعض السفن المصرية المتعاملة معها أو المصنوعة بأخشابها تُسمى أحيانًا "الكبنية" أي "الجبيلية". ويرى الأستاذان بترى وشارف6 أن هذه الميناء ظلت واسطة لاتصال التجار المصريين ببحر إيجه وبالتجار الكريتيين في نفس العصر. وعثر بترى في أبيدوس على أوانٍ تشبه زخارفها زخارف الأواني الإيجية. وإن كان يبدو أن تأكيد التبادل مع الكريتيين في ذلك العصر البعيد لا يخلو من الشك، لا سيما بالنسبة لأهل كريت الذي لم تكن حضارتهم ذات شأن حينذاك. "وقد زاد شارف فذكر أن المصريين قد وصلوا إلى كريت رأسًا بوسائلهم البحرية الخاصة".

ورتب عدد من الباحثين نشاط التأثير بين بلاد النهرين وبين مصر في أوائل هذا العصر على أساس وجود شيء من التشابه بين بعض الأساليب المعمارية والزخرفية والأسطورية في إنتاج كل من البلدين. مثل أسلوب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015