(بِنِعْمَةِ الإِيْمَانِ وَالإِسْلاَمِ) (بِنِعْمَةِ الإِيْمَانِ) الإضافة هنا بيانية يعني: بنعمة هي الإسلام. الإضافة البيانية أن يصح الإخبار بالمضاف إليه عن المضاف، يعني: تفك اللفظ وتجعل المضاف مبتدأ، والمضاف إليه خبر بنعمة هي: الإسلام. (بِنِعْمَةِ الإِيْمَانِ وَالإِسْلاَمِ) قال: (بِنِعْمَةِ). ومقتضى الظاهر أن يقول: بنعمتي الإيمان والإسلام. لكن هذا يعبر عنه بأنه حدث من الثاني لدلالة الأول عليه، والأصل بنعمة الإيمان ونعمة الإسلام فليس معطوف، قوله: الإسلام. ليس معطوف على الإيمان لو كان معطوفًا عليه لاقتضى المقام أن يقول: بنعمتي الإسلام والإيمان. والإسلام والإيمان إذا اجتمعا افترقا فيفسر الإسلام بالإعمال الظاهرة، والإيمان بالأعمال الباطنة، لكن هذا ينبغي أن يقيد بالأعمال الظاهرة وبما لا تصح الأعمال الظاهرة إلا به، يعني: ليس على إطلاقه هكذا كما قد يظن البعض إذا اجتمعا افترقا طيب إذا اجتمعا ماذا يفسر الإسلام بالأعمال الظاهرة مطلقًا مجرد عن الأعمال الباطنة؟ لا وإلا لصدق على المنافق أنه داخل في هذا التركيب، وإنما نقول: يطلق الإسلام على الأعمال الظاهرة، ثم هذه الأعمال الظاهرة من شرط صحتها ضعف أعمال الباطن كـ: الإخلاص، أو الرجاء. ونحو ذلك فلا بد من جزء وقدر من الإيمان يصحح الأعمال الظاهرة، والعكس بالعكس الإيمان يطلق ويراد به الأعمال الباطنة مطلقًا دون الظاهر؟ لا، لا بد من وجود هذا الباطن المستلزم للظاهر، لأن الباطن الذي هو التفريق والانقياد [لا يعتبر وحده إلا إذ كان] (?) لا يعتبر صحيحًا إلا إذا كان مستلزمًا للظاهر وإلا هو فاسد، ولذلك التلازم بين الباطن والظاهر عند أهل السنة والجماعة أن الظاهر قيد شرط صحة أو ركن في صحة الباطن، حينئذٍ لا بد من أن يقيد الباطن بأنه باطن وبما لا يصح إلا به، وهو ما يعبر عند أهل السنة والجماعة به في العمل، ولذلك جعلوه ركنًا في صحة الإيمان، الإِيمان اعتقاد بالقلب، وقول باللسان، وعمل بالجوارح والأركان، ما مناسبة هذه الثلاث؟ نقول: هذه كلها أركان، إذا التقى واحد منها بالكلية حينئذٍ نقول: ذهب وزال الإيمان.
...................... ... بِنِعْمَةِ الإِيْمَانِ وَالإِسْلاَمِ
مَنْ خَصَّنَا بِخَيْرِ مَنْ قَدْ أُرْسِلاَ ... وَخَيْرِ مَنْ حَازَ المَقَامَاتِ العُلاَ
مُحَمَّدٍ سَيِّدِ كُلِّ مُقْتَفَى ... العَرَبِيِّ الهَاشِمِيِّ المُصْطَفَى