النوع هو الكُلِّي المقولُ على كثيرين متحدين في الحقيقة في جواب ما هو كالإنسان، عرَّفنا ما سبق في حد الجنس: أن الجنس يصدق على كثيرين لكنهم مختلفون في الحقيقة، والنوع يصدق على كثيرين لكنهم متفقون في الحقيقة كزيد، وعمرو، وخالد يطلق عليهم لفظ إنسان وهو نوع ولكن هذه الأفراد متحدة في ماذا؟ متحدة في المعنى، حيوانٌ ناطق. زيدٌ حيوان ناطق، وعمروٌ حيوان ناطق، وخالدٌ حيوان ناطق فكلها متحدة في هذا المعنى، لأن معنى الإنسان هو هذا التركيب حيوان ناطق. هذا موجود بذاته في عمرو، وموجود في خالد، وموجود في محمد وإلى آخره. وإن كان ثم تفاوت بين الأفراد فهي لصفات عارضة، لصفات عارضة كالطول والقصر إلى آخره لكن هذا القدر مشترك. إذًا النوع كُلِّيٌّ مقولٌ على كثير متحدين في الحقيقة بجواب ما هو كإنسان. (وَخَاصْ)، يعني: خاصة وهذا يسميه البعض بالعرض الخاص. العرض الخاص هو الخارج عن الماهيّة الخاص بها، خارج عن الماهية لكنه خاصٌّ بها، كالضاحك أو الضحك بالنسبة للإنسان، والمراد هنا الضحك، يعني: بالقوة، الإنسان قد لا يضحك إذا قيل: بأن الضحك وصفٌ خاص بالإنسان يشمل الضحك بالفعل والضحك بالقوة، يعني: قد يكون نائمًا ولا يضحك أو جالس ولا يضحك هل انتفى عنه وصف الضحك؟ نقول: لا، كونه قابلاً للضحك لو وُجِد سببه. كونه قابلاً هذا يسمى ضاحك، ضَاحك بقوة وكل وصفٍ للإنسان ينقسم إلى هذين القسمين، كلُّ وصف: النوم، والأكل، والشرب، والجوع، والعطش، والحزن، والبكاء كل هذا. فالإنسان باكٍ أربع وعشرين ساعة، ونائم أربع وعشرين ساعة، كيف نائم أربع وعشرين ساعة إن كان نائم بالفعل فهو نائم بالفعل، وإن لم يكن وهو مستيقظ حينئذٍ تقول: هذا نائم لكنه بقوة، يعني: قابل للنوم. كذلك الأكل ممكن يأكل أربع وعشرين ساعة لا يَفْتُر يكون آكلاً بالفعل إذا كان يأكل، ويكون آكلاً بالقوة بمعني: أنه قابل للأكل، وهكذا في الكتابة ونحوها.

وَأَوَّلٌ ثَلاثَةٌ بِلاَ شَطَطْ ... جِنْسٌ قَرِيبٌ أَوْ بَعِيدٌ أَوْ وَسَطْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015